البث المباشر الراديو 9090
عصابات المستوطنين اليهود
سجل التاريخ، منذ أن وطأة قدم اليهود الأرض الفلسطينية المقدسة، مجموعة من الجرائم فى حق الشعب الفلسطينى، بداية من اغتيالات بعض الرموز الوطنية والدينية، إلى اقتحام المسجد الأقصى، وحرق البيوت والمساجد والكنائس، وذلك دون محاسبة.

"مبتدا" يرصد أبرز الأحداث التاريخية للإرهاب اليهودى ضد الفلسطينيين، بدءا من ظهور العصابات السرية اليهودية بين عامى 1980 و1984، حتى مقتل الطفل الرضيع على دوابشة وأبيه حرقا، كما نذكركم بأبرز التعديات الصهيونية على الشعب الفلسطينى، صاحب الأرض والممتلكات.

بداية، ظهرت مجموعة من العصابات السرية اليهودية بين عامى 1980 و1984، وحاولت اغتيال رؤساء البلديات الفلسطينية وأصابت 3 منهم، وقتلت 3 جامعيين فى الكلية الإسلامية فى الخليل. عقب ذلك، ظهرت العصابة السرية "تى. إن. تى"، وهى اختصار عبرى لعبارة "إرهاب ضد إرهاب"، والتى عملت بين 1983 و1984، وأدين أعضاؤها بزرع عبوات ناسفة فى مؤسسات دينية عربية فى منطقة القدس.

فى 1984، جاءت "عصابة لفتا"، التى ضمت نشطاء متطرفين أقاموا فى قرية لفتا المهجرة فى القدس، وتسللوا إلى الحرم القدسى حاملين عبوات ناسفة بهدف تفجير المساجد، لكن تم ضبطهم قبل تنفيذ الجريمة. وفى 22 إبريل 1985، وقعت العملية الإرهابية التى نفذها دانى أيزنمان، وغيل فوكس، وميخال هليل، فى مناطق شرقى القدس المحتلة، حيث أوقفوا سيارة أجرة فلسطينية وقتلوا سائقها، وقد حكم عليهم بالسجن المؤبد، لكن تم إطلاق سراحهم بعد عدة سنوات حبس.

وفى 20 مايو 1990، ارتكب المجرم عامى بوبر، جريمة إرهابية قتل خلالها سبعة عمال فلسطينيين وإصابة 11 آخرين فى عيون قارة "ريشون لتسبون" أثناء انتظارهم على محطة لنقل العمال، وحكم عليه بالسجن المؤبد لسبع مرات، لكن تم تقليص عقوبته لمدة 40 سنة. وفى نوفمبر 1992، فى الذكرى السنوية الثانية لمقتل زعيم حركة "كاخ مئير كهانا"، ظهرت "دورية الانتقام" التى قام أربعة من أفرادها بإلقاء قنبلة فى الحى الإسلامى فى القدس، أسفرت عن قتل فلسطينى وإصابة عدد كبير.

وفى 25 فبراير 1994، جاء السفاح باروخ غولدشتاين، ونفذ مجزرة المسجد الإبراهيمى، فقتل 29 مصليًا مسلمًا وأصاب 129، قبل السيطرة عليه وقتله. وفى عام 2002، ظهرت مجموعة الإرهابيين من مستوطنة "بات عاين" والذين أدينوا بعدة محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين، لكن تمت تبرئتهم من قتل 8 فلسطينيين.

وفى الرابع من أغسطس 2005، صعد الإرهابى عيدن نتان زادة، الجندى الفار من الخدمة، إلى حافلة ركاب من شفا عمرو، وقتل أربعة من ركابها وأصاب آخرين، قبل أن تتمكن الحشود التى وصلت إلى المكان من القبض عليه وقتله. أما فى 17 أغسطس 2005، اختطف المستوطن أشير فيسغان، سلاح أحد الحراس وفتح النار على الفلسطينيين الذين كان يقلهم بسيارته، فقتل 4 وأصاب آخر.

حرق القرآن

بلدة "حوّارة" تأثرت كثيرا أيضا بجرائم المستوطنين اليهود، وخصوصا أثناء انتفاضة الأقصى، ففى السادس من أكتوبر عام 2000 أحرق المستوطنون مسجد البلدة وعشرات النسخ من القرآن الكريم داخله، وفى اليوم التالى وقعت مواجهات بين الشباب وقوات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين، والنتيجة كانت فرض نظام منع التجول على البلدة بشكل شبه متواصل.

وفى 1997، قتل يعقوب طيتل، فلسطينيين، وحاول اغتيال البروفيسور زئيف شطرنهال، كما أصاب مستوطنًا يهوديًا آخر، وفى 21 يوليو 2014، اختطف يوسف حاييم بن دافيد، وقاصرين يهوديين الطفل الفلسطينى محمد أبو خضير من شعفاط فى القدس، وأحرقوه حيًا فى غابة القدس.

وشهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا فى اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية، والتى كان آخرها حرق الرضيع الفلسطينى على دوابشة وإصابة والديه وشقيقه بجراح خطيرة.

ويضم سجل جرائم المستوطنين انتهاكات خطيرة إلى جانب جرائم القتل، تشمل حرق المنازل ودور العبادة وتدمير وإحراق أشجار الزيتون والمحاصيل فى مزارع وأراضى الفلسطينيين.

وتقول منظمات حقوقية، إن هذه الجرائم تمارسها عصابات "دفع الثمن" وغيرها من المنظمات الاستيطانية المتطرفة، فيما تصر حكومة الاحتلال على التعامل مع هذه المنظمات باعتبارها اتحادات غير قانونية وليست منظمات إرهابية، وتمادت عصابات "دفع الثمن" الاستيطانية باستهداف المقدسات الدينية، ونفذت خلال العامين الأخيرين نحو 700 جريمة على جانبى الخط الأخضر.

وتشير الإحصائيات إلى أن 93% من جرائم المستوطنين والجيش الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى تغلق دون حتى فتح ملفات جنائية وتحقيقات معمقة وتسجل الاعتداءات ضد مجهول، وفقًا لنشطاء حقوقيين، وحسب معطيات منظمة "يش دين"، تم منذ عام 2008، توثيق 15 عملية إضرام للنيران أو محاولة لإضرام النيران فى بيوت الفلسطينيين فى الضفة الغربية، فى 12 حالة منها تم تقديم شكاوى إلى شرطة الاحتلال وانتهت عشر منها بإغلاق الملفات دون تقديم لوائح اتهام، بينما يتواصل التحقيق فى ملفين آخرين حسب ما تقول صحيفة "يسرائيل هيوم".

فى قرية بورين، تم توثيق ثلاث حالات تم خلالها إضرام النيران فى بيوت، ففى يونيو 2014 تم إحراق بيت فى قرية خربة أبو فلاح، حيث تم إلقاء قنبلة مولوتوف على البيت وسكانه فى داخله، وفى ديسمبر تم إضرام النار فى بيت فى قرية الديرات، بوجود سكانه فيه أيضًا.

وقالت منظمة "يش دين"، إنه لو كانت السلطات تتعامل بالخطورة المطلوبة مع هذه الحالات، لربما كان يمكن منع قتل الرضيع على دوابشة.

وقبل شهرين، أحرق متطرفون كنيسة على شاطئ بحر طبريا، وتقول صحيفة "هآرتس" إنه تم إحراق 17 مسجدًا وكنيسة فى الأراضى الفلسطينية منذ عام 2011، دون أن يقدم أحد إلى القضاء، وذكرت "هآرتس"، أنه طرأ خلال الشهور الأولى من عام 2014 ارتفاع بنسبة 200% تقريبًا فى عدد جرائم الكراهية التى نسبت إلى مستوطنين يهود من اليمين المتطرف، لكنه لم يتم حتى اليوم الكشف عن منفذى غالبية هذه الجرائم، ولم يتم تقديم الغالبية إلى القضاء.

ويلزم القانون الدولى سلطات الاحتلال فى أى مكان من العالم بتوفير الحماية للمدنيين الذين يقيمون فى الأراضى المحتلة، لكن الوقائع فى الأراضى الفلسطينية تشير إلى عكس ذلك.

الموقف العربى

ودائما ما يدين العرب هذه الجرائم دون اتخاذ أى إجراءات رادعة لهذه الجرائم الإرهابية، حيث قرر وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء فى "لجنة مبادرة السلام العربية" مطالبة مجلس الأمن الدولى بتوفير حماية دولية للفلسطينيين من جرائم المستوطنين اليهود الإرهابية.

وجاء هذه القرار خلال اجتماع فى القاهرة الأربعاء 5 أغسطس، فى مقر الجامعة العربية حضره الرئيس الفلسطينى محمود عباس.

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى خلال الاجتماع "لا بد أن تتحرك المجموعة العربية لطرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن بشأن الجرائم الإرهابية للمجموعات الاستيطانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى"، مضيفا أنه يتعين فى هذه المرحلة التفكير جديا فى توفير حماية دولية حقيقية للشعب الفلسطينى يصدر بها قرار من مجلس الأمن.

ودعا وزراء الخارجية العرب فى بيان إلى "إجراء مشاورات عربية ودولية لطرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن بشأن الجرائم الإرهابية للمجموعات الاستيطانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى"، وشدد البيان على ضرورة دعوة المجتمع الدولى إلى وضع المجموعات الاستيطانية الإسرائيلية على قوائم المنظمات الإرهابية وملاحقة أعضائها أمام المحاكم الدولية.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً



آخر الأخبار