كاريكاتير | حصيلة سبع سنوات “عجاف” من قيادة “بن بطوش” لجبهة البوليساريو.. تقهقر دولي و مآزق داخلية

مع إعادة انتخابه في يناير الماضي، يكون إبراهيم غالي و الشهير ب “بن بطوش”، قد دخل سنته السابعة على رأس جبهة البوليساريو الانفصالية.

وحسب عدد من المحللين السياسيين، فإن مرحلة غالي تعد الأسوأ في تاريخ الجماعة المسلحة التي تأسست كمناورة ليبية-جزائرية ضد المغرب، على اعتبار التراجع الملحوظ في عدد الدول التي تعترف بالجبهة بسبب قوة الدبلوماسية المغربية على الصعيدين الإقليمي و الدولي، ناهيك عن الاحتقانات الداخلية و درجة الغليان المرتفع التي تعيشه المخيمات.

لقد أسهب “بن بطوش” إبان مراسيم تعيينه في إطلاق سيل من الوعود المضللة لساكنة المخيمات أبرزها ” إنهاء مشكل الصحراء لفائدة الأطروحة الانفصالية”، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن إبراهيم غالي و زمرته.

و لعل المنتظم الدولي صار يعرف اليوم أن طيّ ملف هذا النزاع المفتعل يكمن في تبني الموقف المغربي، والدليل يتجلى في عدد القنصليات المدشنة في الأقاليم الصحراوية و التي تجاوز عددها 29 تمثيلية دبلوماسية، علاوة على الدول العظمى التي عبّرت عن تأييدها التام لمغربية الصحراء كالولايات المتحدة و إسبانيا.

و مع انطلاق ولايته الجديدة، يتضح ملياً أن مطامح غالي لإعادة الجبهة الانفصالية إلى الواجهة، تبقى بعيدة عن التحقق، خصوصاً بعد فشلها الذريع في خطاب “التلويح” بالحرب ضد المغرب، حيث حولتها إلى ورقة ترفعها بمناسبة أو من دونها، كما أن الرأي العام الإقليمي يعلم جيدًا أن قرارات الجبهة الانفصالية ليست بيدها بافتقادها للسيادة على قراراتها، وأن المتحكم الرئيسي هم حكام قصر المرادية.

فالجزائر تلعب دور مهم في دعم هذه الجبهة الانفصالية و زعمائها على مر السنين سواء عسكريا أو دبلوماسيا، تحت مبرر “حق الشعوب في تقرير المصير”، إلا أن الغرض يبقى بطبيعة الحال هو السعي بكل الوسائل الممكنة لإضعاف المملكة المغربية.

و تشير الدراسات إلى أن إخفاق “بن بطوش” في الترويج للأطروحة الانفصالية لهذه الحركة المسلحة وإملاءات قادتها، بالإضافة للظروف المعيشية المتدهورة و المزرية في مخيمات تندوف، تدفع أفرادها إلى اتخاذ طريق الإجرام و الاتجار غير المشروع، مما يجعل أفرادها فريسة سهلة للجماعات المتطرفة تساهم في تغذية الفكر “الإرهابي” بالمنطقة.

إن الجبهة الانفصالية الآن تعيش على وقع التراجع في جميع الأصعدة، كما أصبحت تشكل خطرا يهدد دول المنطقة، بعد تحولها إلى حركة إرهابية تملك التدريب الحربي والعتاد والسلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى