زخارف اسلامية نباتية

يحظى الفن الإسلامي بأشكاله المختلفة بالاهتمام الواسع من قبل الدارسين والباحثين، خاصة في المناطق الممتدة بين الهند وإسبانيا، حيث نشأت الحضارات الإسلامية وازدهرت على مدى عدة قرون. وقد شهدت هذه الفترة ظهور أشكال مختلفة من الفنون والعلوم في مجالات متعددة. ويشير مصطلح الفن الإسلامي إلى أي إنتاج فني تم إنتاجه في الفترة الممتدة من عام 622 ميلادي وحتى القرن التاسع عشر الميلادي. وتعتبر الزخرفة بأشكالها المختلفة من أهم صور الفن الإسلامي التي لاقت اهتماما واستحسانا من الجمهور العام والخاص، وتضم عدة أنواع من الزخارف الإسلامية المميزة، مثل الزخرفة الهندسية والزخرفة النباتية وغيرها من الأنواع المميزة.

تاريخ الزخرفة النباتية

تأثرت العناصر النباتية في الزخارف الإسلامية بشكل كبير بالاستلهام المفرط من جمال الطبيعة المحيطة، حيث سعى المسلمون بجدية حقيقية لتقليدها. قاموا بذلك من خلال استخدام أوراق معينة تعرف بأوراق القلب، بهدف صنع زخارف متفردة تتميز بالتنوع والتقابل والتكرار والتناظر. إنها تعتبر لمسة فنية رائعة تبرز سيادة مبادئ التجريد الهندسي في عالم الفنون في العصور الإسلامية.

يعتبر فن الأرابيسك نوع من أنواع الزخارف الإسلامية النباتية، فهو يمثل نوع من الزخارف التي تضم أشكال من الجذوع الحلزونية وفروع النباتات المتقاطعة أو المتشابكة وأحياناً تكون متتابعة، فهذا يختلف من لوحة لأخرى، فتلك اللوحات ترصد حالة من الموضوعات المهذبة الزخرفية الفنية التي تحمل رموز لبعض الزهور والأوراق النباتية، وهي تراعي في تصميمها أن يتم شغل الفراغات بحكمة رصينة.

يعتبر فن الأرابيسك واحدًا من فنون الزخرفة، وظهر في القرن التاسع من التاريخ الميلادي.

الأسس والقواعد الواجب اتباعها بفن الزخرفة

تحمل الزخرفة العديد من الأسس والقواعد التي يجب الالتزام بها أثناء تصميم اللوحات الفنية؛ إذ تستمد تلك القواعد من الأعمال الزخرفية في العصور القديمة ومن قواعد الطبيعة الفنية. ومن أهم تلك الأسس والقواعد:

القدرة على التوازن

التوازن من أهم الأسس الواجب توافرها بكل عمل زخرفي فني، فالتوازن بمثابة تعبير عن تكامل العمل الفني من خلال السعي لتوزيع العناصر المختلفة والألوان والوحدات المكونة للعمل الفني، ويعتبر التوازن من أهم القوانين المستوحاة من الطبيعة والبيئة المحيطة بكل ما تضمه من تدرجات لونية مختلفة تحمل علاقات متزنة مع بعضها البعض.

التماثل والتناظر الفني

عندما يتم تقسيم الشكل إلى نصفين متطابقين باستخدام خط مستقيم يمر بوسط الشكل، يطلق عليه التماثل، وهذا يعد قاعدة مهمة في فن الزخرفة. ينقسم التماثل إلى نوعين رئيسيين: التماثل الكلي، حيث يحدث التماثل التكويني بين عنصرين متشابهين ولكن في اتجاه معاكس، والتماثل النصفي، حيث يحدث عندما يحتوي الشكل الفني على عناصر مختلفة ويتم استكمال نصفها الآخر في الاتجاه المقابل. وهذا النوع من التماثل شائع في الطبيعة.

التشعب الفني

التشعب من الأسس الواجب توافرها في اللوحات الزخرفية المختلفة، وهو أكثر من نوع، النوع الأول هو التشعب من النقطة ويتم فيه انبثاق خطوط مختلفة بالوحدة الزخرفية من نقطة ما بالعمل الفني إلى الخارج، أما النوع الثاني فهو التشعب من الخط، وفي هذا النوع يحدث التشعب برسم الأشكال المختلفة والوحدات من الخطوط المنحنية أو الخطوط المستقيمة، وهذا على جانبي الخط أو على جانب واحد فقط.

من الأمثلة المشهورة على تطبيق مبادئ التشعب الفني هي رسم لوحات سعف النخيل ورصد نمو فروع وأوراق النباتات، وكيفية نمو سيقان النباتات من فروعها أو من الجذوع النباتية. هناكالكثير من الأمثلة الأخرى المستمدة من البيئة الطبيعية المحيطة.

التشابك الفني

تظهر التشابك بين الخطوط في الأعمال الفنية على شكل حلزوني أو عادي، ويتم توضيح ذلك على سبيل المثال عند رسم سيقان النباتات بشكل متعاكس.